السلام عليكم ..
اخترت لكم هذه الحكايات للكاتب الكبير جبران خليل جبران من كتابه " التائه"، تكاد تكون كل حكاية أجمل من الأخرى وقد نكون نحن في هذا الزمان أحوج منا إليها نتيجة التغافل القيمي الحاصل في حياة الناس.. ورب حكاية أنفع من نصيحة !
*الليدي روث
وقف مرة ثلاثة رجال يتأملون من بعيد بيتا ابيض اللون يقوم وحده فوق رابية خضراء ، فقال احدهم: " ذلك هو بيت الليدي روث . إنها ساحرة عجوز"
وقال الثاني : "أنت مخطئ . الليدي روث تعيش منقطعة هناك إلى أحلامها "
وقال الثالث : "كلاكما على خطأ .الليدي روث صاحبة هذه الأرض الفسيحة وهي تمتص دم العبيد الذين يعملون فيها"
ومضوا يتجادلون حول الليدي روث .
وحين بلغوا مفترق طرق لقوا رجلا طاعنا في السن سأله أحدهم قائلا :" هل لك أن تخبرنا ما شأن الليدي روث التي تقيم في ذلك البيت الأبيض فوق الرابية؟
رفع الشيخ رأسه وابتسم ساخرا منهم وقال "أنا في التسعين من سني ،وإني لأتذكر الليدي روث مذ كنت صغيرا .غير أن الليدي روث ماتت منذ ثمانين عاما والبيت الآن خاو تنعب فيه البوم والناس يقولون أحيانا :إنه مسكون".
*أغنية الحب
نظم شاعر مرة اغنية حب وكانت رائعة وكتب عدة نسخ عنها وارسلها إلى اصدقائه ومعارفه من الرجال والنساء على السواء ، ولم ينس أن يرسلها حتى إلى امرأة شابة لم يسبق أن شاهدها سوى مرة واحدة ، وكانت هذه تقيم وراء الجبال .
وجاءه رسول من قبل تلك الشابة بعد يوم أو يومين يحمل رسالة تقول له فيها :"دعني اؤكد لك أنني تاثرت تأثرا عميقا بأغنية الحب التي نظمتها لي . تعال الآن وقابل والدي ووالدتي ، وسنتخذ التدابير التي تقتضيها الخطبة " .
وكتب الشاعر جواب الرسالة وقال لها فيه :"لم تكن يا صديقتي سوى اغنية حب صدرت عن قلب شاعر ، يغنيها كل رجل لكل امرأة"
وكتبت إليه ثانية تقول : " أيها الكاذب الخبيث في كلماتك! سأقيم منذ اليوم إلى ساعة أجلي على كراهية الشعراء جميعهم بسببك! "