اقرأ المزيد من روائع جبران :
*وميض البرق
كان ذات يوم عاصف أسقف مسيحي في كنيسته الكبرى ، وجاءته امرأة غير مسيحية ووقفت أمامه ، وقالت : "لست مسيحية .هل لي أن أخلص من نار الجحيم ؟"
حملق الأسقف في المرأة وأجاب :" لا! ليس ثمة من خلاص إلا لأولئك الذين تعمدوا بالماء والروح "
وفيما هو يتكلم انقضت من السماء صاعقة على الكنيسة الكبرى ودوى الرعد واندلعت النار في الكنيسة وملأت أرجاءها
وأقبل رجال المدينة مسرعين وخلصوا المرأة ولكن الأسقف كان قد احترق وقضى طعما للنار.
* دموع وضحكات
لقيت ضبع تمساحا في العشية على شاطئ النيل واستوقف كل منهما الآخر وتبادلا التحية . تكلمت الضبع وقالت :" كيف قضيت يومك يا سيد ؟"
أجابها التمساح قائلا : "قضيته على أسوأ حال، وإني لأبكي احيانا في اساي وعنائي والكائنات من حولي تقول دائما :" ليست هذه سوى دموع تماسيح ، وهذا يحرجني إلى حد لا سبيل لوصفه"
قالت له الضبع عند ذاك :" تتحدث عن أساك وعنائك ولكن فكر في ايضا ولو للحظة إني لأحدق إلى جمال العالم وغرائبه ومعجزات بدائعه واضحك مستبشرة عن فرح خالص يفعم نفسي ، كما النهار يضحك ، غير أن أهل الأدغال يقولون : ليس هذا سوى ضحك الضبع "!.